تؤكد تقارير الأستخبارات الدولية والأقليمية, المعنية بشؤون الساحة الأفغانية, أنّ كل المعلومات والمعطيات الجارية هذا الآوان, تشي أنّ المفاوضات والمحادثات السريّة الأميركية, والأطلسية مع حركة طالبان, تجري بثبات على قدم وساق, وبتفاعلات غريبة عجيبة توحي, بأنّ شيئاً في الأفق يلوح باستمرار, ويعاني من حالات مخاض ليس عسيراً, لجهة التوصل الى اتفاق قد ينهي, حالة الصراع المسلح الجاري حالياً في أفغانستان المحتلة,
خاصةً وبعد تصفية بن لادن, وفقاً لسيناريو تصفيته المعلن.كما تؤكد معلومات التقارير الأنفة, أنّ خلفية المفاوضات والمحادثات الأميركية والأطلسية السريّة الحالية, مع حركة طالبان لجهة المباشرة منها, وان لجهة غير المباشرة منها, عبر أطراف أخرى, يعتقد أنّها إسلامية وعربية, خلفيتها كانت محادثات سريّة, جرت عبر وكلاء لحركة طالبان بنسختيها – الأفغانية - والباكستانية, من تلك الأطراف, من داخل التنظيم الدولي للأخوان المسلمين من جهة, وأطراف من المخابرات الأميركية والأوروبية والحليفة لهما من جهة أخرى, جرت في أكثر من مكان وأكثر من مرة في أوروبا, وتحت عناوين حلقات نقاش استراتيجية, تبحث الشأن الدولي وشؤون الشرق الأوسط والشأن الأفغاني, وتعرّج على مسألة حوار الأديان وتلاقح الثقافات, والبحث في القيم والموروثات والقواسم المشتركة.فما يجري الآن من مفاوضات ومحادثات سريّة, من جهة الولايات المتحدة وحلف الأطلسي مع حركة طالبان بنسختيها, ليس جديداً حديثاً كما أشرنا آنفاً, وهو استمرار لمحادثات سريّة سابقة, جرت في أكثر من مكان في القارة الأوروبية, وأكثر من مرة قبل أكثر من ثلاثة أعوام, بما فيها هذا العام, عام ثورات الربيع العربي, وخريف وشتاء تلك الثورات, وكان للحركة الأسلامية - العربية بنسختها الدولية, كل الدور لجهة التأثير في التوصل الى مرحلة التفاهمات السياسية والأمنية والعسكرية, مع حركة طالبان وأخواتها ونسخها المختلفة, حيث الأخيرة تثق بتلك الأطراف العربية – الأسلامية, وهي مقرّبة من زعيمها الملا محمد عمر, وكان لها أدوار عملية في اسناده وحركته, وقت القتال(الجهاد) الأفغاني, وقت التواجد السوفياتي في كابول.تتحدث المعلومات والمعطيات الجارية, قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل, على إجراء المزيد من المفاوضات والمحادثات السريّة, مع حركة طالبان الأفغانية, والتي من شأنها أن تؤسس لجولات مماثلة مع حركة طالبان الباكستانية, وفي ذات السياق وضمن هذا النسق الدولي المخابراتي تقول المعلومة الأمنية: أنّ جهاز المخابرات السعودي, وبعض المنظمات الوهابية فيها, وفي جل مشيخات الخليج, وبالتنسيق مع بعض كوادر التنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين, سعت وتسعى ومنذ سنوات, إلى رعاية محادثات واشنطن –طالبان, من أجل التوصل إلى صفقة أمريكية – طالبانية – سعودية – باكستانية, بخطوط سياسية, ذات تموضعات في التركيز على الفكرة التالية:- أن تذهب طالبان إلى إقامة دولة, على غرار النموذج السعودي – الخليجي, ضمن سياق نظام إسلامي – سلفي, يعتمد مبدأ التعاون مع واشنطن – والغرب الأوروبي, متساوقاً بذلك مع النسخ الموجودة, في شبه الجزيرة العربية, وعلى أن لا تقوم الدولة الأفغانية السلفية الطالبانية( الصفقة) إلى التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية, كذلك عدم التعاون مع الصين والفدرالية الروسية, وأن تقوم تلك الدولة السلفية الطالبانية ( الصفقة), بعقد اتفاقيات مع واشنطن, تستضيف من خلالها القواعد العسكرية الأمريكية, مع منح المزيد من المزايا للقوّات الأمريكية, وعلى هذه الدولة السلفية الطالبانية( الصفقة), بذل مزيد من جهود التعاون النوعي والكمي مع واشنطن, لجهة مشاريع تصعيد التوترات الداخلية إزاء الصين, وخاصة في إقليم ( سينكيانج ) الغربي الصيني, عبر دعم, لا بل دعومات, لحركة الأيغور الإسلامية الصينية, وعلى أن تقوم هذه الدولة السلفية الطالبانية( الصفقة), في إخماد فعاليات ومفاعيل حركة طالبان الباكستانية, وبقية الحركات الإسلامية الباكستانية الأخرى, ليتيح كل ذلك إلى استقرار الباكستان. ومن الجدير ذكره أنّ إدارة أوباما, قد قطعت أشواطا كبيرة ومتقدمة, في المحادثات والمفاوضات السريّة مع حركة طالبان الأفغانية, والتي جاءت على خلفية المحادثات السرية السابقة, ومنذ ثلاث سنوات, حتّى أنّ الكونغرس الأمريكي, قد عدّ العدّة لماراثونات نقاش موضوع, انسحاب القوّات الأمريكية من أفغانستان المحتلة, تبدأ بعد أسابيع معدودة, لكي يصل إلى جداول زمنية محددة لهذا الانسحاب.فبعد اغتيال أسامة بن لادن زعيم القاعدة, صار الملا محمد عمر, يشكل عنصر أساسي للولايات المتحدة الأمريكية, في المحادثات والمفاوضات السريّة, مع حركة طالبان الأفغانية, للتوصل إلى تسويات سياسية في أفغانستان, حتّى أنّ الممثل الأمريكي لأفغانستان وباكستان, السيد مارك غروسمان, تحدث عن مهمات أخرى له, تتمحور حول البحث مع الرصد لأي معلومات, تقود إلى الملا محمد عمر, وذلك يشي بوضوح أنّ واشنطن ومخابراتها, لا يريدون التخلص منه, وتضيف المعلومات الأستخبارية, أنّ جهاز المخابرات الألماني – الفرع الداخلي, ساعد ضباط من المخابرات الأمريكية, ومعهم بعض من قادة وكوادر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين, بالاتصال بالسيد طيّب أغا, ويعتقد أنّ الأخير هو نائب رئيس اللجنة السياسية في حركة طالبان, وصهر الملا محمد عمر, وسكرتيره الشخصي, شارك بتلك المحادثات السرية, التي ساعدت عليها المخابرات الألمانية, وبمباركة شخصية من الملا محمد عمر, وقد ساند هذه المعلومات الأستخبارية تصريحات غير مسبوقة, لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون في نيويورك مفادها:(... لا ننكر ذلك وأنّ الحل السياسي, هو الكفيل الوحيد لإنهاء الحرب في أفغانستان) وكانت تشير إلى لقاءات مخابراتية مع السيد طيّب أغا, وان كان تصريحها هذا, والذي جاء على شكل زلّة لسان, يشير إلى شخصيتها الأركولوجية المضطربة.وتتحدث معلومات استخباراتية, أنّ الطرف العربي والأسلامي غير الرسمي, والحاصل على دفع ومباركة عربية واسلامية رسمية – كل حسب دولته وعمله, ينسّق مع الحركة الأسلامية الباكستانية بزعامة المرشد سيد أحمد, وعبر جناح محدد ومعني بالموضوع, في المخابرات الباكستانية مسنوداً من قبل الأستخبارات السعودية, والمخابرات الأميركية ومخابرات الناتو, وجهاز المخابرات البريطاني الخارجي, وأجهزة مخابرات دول حليفة أخرى على الساحة الأفغانية.كما تشير ذات المعلومات الأستخباراتية الآنفة, أنّ كوادر وقادة حركة طالبان الأفغانية, ونظيرتها الباكستانية وأخواتهما, على علم بمضمون علاقات الوسيط الأسلامي الدولي والعربي مع خصومهم, ومع ذلك وفي مفارقة تثير التساؤلات المحرجة, استمروا بالتفاوض للوصول الى الحد الأدنى, من سقوف مطالب حركة طالبان بنسختيها وأخواتهما, وبالتالي لأحتمالات التوصل الى مخرج من مأزق الحرب الأفغانية, عبر دراسة وفحص السبل التي يمكن أن تتيح الفرصة والمجال, أمام التوصل الى صفقة متوازنة مع حركة طالبان, تلبي المطالب الموضوعية والمعقولة للأخيرة, واشراكها بالعملية السياسية الأفغانية, وفق توافق داخلي مع حكومة كرازاي, حتّى ولو تم تعديل الدستور الأفغاني الحالي المعمول به.هذا وتقول معلومات المخابرات الدولية والأقليمية, أنّه تم نقل بعض من قادة حركة طالبان بنسختيها من شمال الباكستان, الى الداخل الباكستاني والأفغاني وبمساعدة حثيثة, من قوّات ايساف التابعة للناتو لأجراء مزيد من المفاوضات السريّة في مرحلة ما, وبمشاركة من التنظيم الدولي لحركة الأخوان المسلمين, عبر وكلائه على الساحتين الباكستانية والأفغانية, مع وجود أطراف عربية واسلامية أخرى من ذات التنظيم.ورغم النفي المتكرر من جانبي معادلة, المفاوضات والمحادثات السريّة, لجهة حدوث مثل هذه المفاوضات والمحادثات السريّة في حينه, فانّ متتاليات هندسة النفي وعدم الأعتراف أنّ ذلك جرى, مصيرها الى (سلّة المهملات) الدولية والأقليمية, حيث كل المؤشرات تشي أنّ تلك المفاوضات والمحادثات, جرت في السابق وقبل ثلاث سنوات وتجري الآن, وأنّ هناك دور حقيقي للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين في ذلك, لا بل وأكّدت تقارير مجاميع مخابرات دولية, تهتم بشؤون وآليات عمل التنظيم الدولي, لحركة الأخوان المسلمين في البلاد العربية, أنّ الأخير دخل في جلسات عصف فكري سياسي, ومخابراتي حقيقي في لندن, وتحديداً في حي فوكسال كروس, وفي تيمس هاوس, حيث الأول مقر المخابرات البريطانية الخارجية, بقيادة السير جون سوارسيز, والثاني مقر المخابرات البريطانية الداخلية, بقيادة JONATHON EVANS.ولجهة تأكيدات أنّ الآنف ذكره قد حدث, ويحدث هذا الآوان الأميركي - الأفغاني, فقد أكّد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتز, على حقيقة حدوث المفاوضات والمحادثات السريّة, مع حركة طالبان بنسختيها وأخواتهما, كذلك الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوّات الأميركية الأحتلالية في أفغانستان, حيث أكّد أنّ حلف الناتو وعبر قوات ايساف وكذلك قوّاته, ساعدت على نقل شخصيات من كبار قادة حركة طالبان بنسخها, من غير زعيمها الملا محمد عمر, كذلك آشارت الى ذلك وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون, كل ذلك وقبل أكثر من ثلاثة أعوام من الآن.ويبدو أنّ لحظة الحقيقة حانت, فها هي طائرات حلف الناتو, تنقل ممثلين عن طالبان بنسختيها وأخواتهما, معتمرين العمائم السوداء الى كابول ولكن حتّى اللحظة سراً, وقوّات ايساف تؤمّن لها مسار آمن, والنتيجة حسب ظني واعتقادي تكمن, في أنّ هناك عملية تشريع علنية, للقنوات المفتوحة سراً في السابق, وهذا الأوان الأميركي – الأفغاني, مع قيادات وكوادر حركة طالبان وأخواتها ونسخها المختلفة, وذلك تمهيداً لتحركات وجهود أكبر, من أجل التوصل الى عقد صفقة متوازنة مع طالبان, تقضي الى توفير مخرج ما وآمن للقوّات الأميركية, وقوات الناتو والحليفة لهما, للخروج من أفغانستان, حيث باتت الأخيرة مستنقعات دموية لهم.وتقول المعلومات والمعطيات الجارية المرصودة, أنّ لعبة المواجهات العسكرية على المسرح الأفغاني, لم تعد منحصرة فقط على حركة طالبان في أفغانستان, ومن معها من تنظيمات وحركات مسلحة من جهة, والقوّات الأميركية المحتلة وقوّات الناتو والقوّات الحليفة الأخرى من جهة ثانية, فهناك قوى سياسية ومسلحة متصارعة, تشكل بحد ذاتها منظومات متقدمة بالغة التعقيد, لجهة ارتباطاتها الداخلية والخارجية, ولجهة ساحات عملها الخارجية على الساحة الأممية.منظمة كويتاشوري – طالبان قوّة حقيقية تلعب دوراً:-هناك شبكات طالبانية أفغانية, وغير أفغانية واسعة, تنضوي تحت لواء منظمة كويتاشوري – طالبان يتزعمها زعيم حركة طالبان نفسه الملا محمد عمر, وهناك الزعيم قلب الدين حكمتيار والزعيم جلال حقّاني, حيث الأول يتزعم الحزب الأسلامي, وهو الوجه الآخر للتيار الأصولي الأسلامي المنبثق, عن جماعة الأخوان المسلمين وامتداداتها الباكستانية والأفغانية, وهي عضو في التنظيم الدولي للأخوان المسلمين, كما تشير الكثير من المعلومات الأستخباراتية, وخاصةً لدى ملفات المخابرات البريطانية الخارجيةMI6 في حي فوكسال كروس في لندن, وكذلك ملفات المخابرات البريطانية الداخلية MI5 في حي تيمس هاوس, وكما آشار مديرها السيد JONATHON EVANS ويؤكد ذلك جهاز الأتصالات الحكومي البريطاني GCHQ .في حين الثاني( الزعيم حقّاني) يتزعم شبكة, تضم العديد من الحركات الأسلامية المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة, ويمكن وصفها – الشبكة الحقّانية – بالأمتداد الطبيعي لتنظيم القاعدة, على الساحة الأفغانية والباكستانية, ولجهة الساحة الهندية أيضاً, حيث مخابرات الأخيرة – المخابرات الهندية - تتابع امتداداتها في ساحتها, خاصةً وكما تشير معلومات المخابرات البريطانية الخارجية تحديداً, ارتباط كل من جماعة عسكر طيبة, وعسكر الجبّار, وعسكر عمر, وسلاسل أخرى من العسكر والأسماء, بشبكة الزعيم جلال الدين حقّاني.وتشير تقارير ومعلومات أخرى, أنّ الرئيس حامد كرازاي يشكل قوّة لا يستهان بها, وذلك بسبب ارتباطاته الداخلية والخارجية كرئيس, وهو الذي يدعو باستمرار الى فتح قنوات حوار واتصال, مع حركة طالبان وكوادرها وهو في ذات الوقت, ينتمي للقبائل الباشتونية الداعمة لحركة طالبان, والأرتباط العشائري الأخير للرئيس كرازاي, هو بحد ذاته يشكل خط مساعد, لفتح قنوات اتصال مع طالبان بنسختيها وأخواتهما.وهناك المخابرات الباكستانية وأجنحتها المتعددة, لجهة الداخل الباكستاني والأفغاني والخارج الباكستاني والأفغاني, ونفوذها أقوى من نفوذ المخابرات الأميركية, وشبكات المخابرات الدولية والأقليمية الأخرى, والأخيرة دخلت الساحة الأفغانية والباكستانية, عبر قنوات المخابرات الباكستانية نفسها وتحت بصرها, وللمخابرات الباكستانية دور معقد بالمعنى الرأسي والعرضي تضطلع به, فهي توفر الملاذات الآمنة للكثير من كوادر طالبان أفغانستان وطالبان باكستان, ولديها رؤية استراتيجية محددة حيال فرض, الوضع السياسي فيما بعد الحرب على أفغانستان, وبالتنسيق مع ايران, حيث للأخيرة الدور النوعي والكمي على الساحة الأفغانية.هذا وقد آعاقت المخابرات الباكستانية, محاولات الرئيس كرازاي من الأتصال والتفاهم مع بعض كوادر حركة طالبان أفغانستان, المختبئين في الآراضي الباكستانية, كون الرئيس كرازاي لم ينسّق ولم يأخذ اذن الطرف الباكستاني, واعتبرت المخابرات الباكستانية ذلك, بمثابة اقصاء لدورها لجهة المفاوضات والمحادثات السريّة, مع طالبان بنسخها وأخواتها, كما رأت المخابرات الباكستانية في حركة كرازاي هذه, دوراً ونفساً مخابراتياً هندياً خفياً, حيث هناك أدوار خفية للمخابرات الهندية على الساحة الأفغانية, مسنودة من المخابرات البريطانية والأميركية والأسرائيلية, حيث ترى نيودلهي في أفغانستان, جزء مهم من مجالها الحيوي في شبه القارة الهندية.ولا ننسى دور المخابرات السعودية على الساحة الأفغانية, وارتباطاتها بالساحة الباكستانية, وان كانت روابطها الداخلية, على الساحتين الأفغانية والباكستانية قد ضعفت, كونها لم تعمل على اعادة بناء شبكات روابطها من جديد, واكتفت فقط باعتمادها على علاقاتها السابقة, وقت ارتباط زعماء القتال (الجهاد) الأفغاني, مع منظومات المنظمات الوهابية السلفية, وقت الوجود السوفياتي في أفغانستان, وآخر نشاط لجهاز الأستخبارات السعودي الخارجي – كما تقول تقارير المخابرات المعنية بالشأن الأفغاني -, استضافته لجلسة سرية كخطوة تأخرت كثيراً, ضمّت العديد من زعماء القبائل, وأمراء الحرب, وقيادات من الوهابيين السلفيين السعوديين, والقادة السياسيين الأفغان, من كلا طرفي النزاع, وبمشاركة واضحة من المخابرات الأميركية, والبريطانية, ومخابرات دول حليفة أخرى.كما توجد هناك الأدارة الديمقراطية الأميركية الحالية, كطرف مهم جداً على الساحة الأفغانية, فهي ترغب بالخروج من أفغانستان, وقبل صعود وعودة الجمهوريين مرةً ثانيةً الى البيت البيضاوي, وبالتالي يرى الحزب الديمقراطي, أنّ الخروج المبكر من أفغانستان, سوف يعزّز شعبيته لدى الرأي العام الأميركي, لذلك ترمي الأدارة الديمقراطية من المفاوضات والمحادثات السريّة مع طالبان, الى تأمين مسار سياسي جاذب لمقاتلي طالبان وكوادرها, من المستويات المنخفضة في هرم قيادة الحركة والتصالح مع رموزها, وقد يبدأ الانسحاب الأميركي ببعض مئات من الجنود, بداية الشهر القادم من أفغانستان المحتلة, وفق الجدول الزمني الذي وضعته واشنطن لنفسها ان صدقت, وقت إعلان أوباما عن إستراتيجيته لجهة كابول, للتوصل إلى اتفاق مع طالبان, وأطراف أخرى مؤثرة.الطرف الإيراني – طرف مؤثر في الساحة الأفغانية:-وتتحدث المعلومات والمعطيات الجارية, عن مفاعيل وتفاعلات الدور الأيراني النوعي والكمي, على الساحة الأفغانية والباكستانية, فطهران تستطيع أن تلعب دوراً كبيراً, في تسهيل عملية التفاوض والتحادث السري الأميركي – الطالباني, ليس فقط مع زعماء حركة طالبان بنسختيها الأفغانية والباكستانية وأخواتهما, بل ومع رموز تنظيم القاعدة وشبكة الزعيم جلال الدين حقّاني, وذلك عبر استخدام وتوظيف وتوليف قدرات الزعيم قلب الدين حكمتيار, حيث الأخير حليف طهران الرئيسي في المسرح الأفغاني, وحكمتيار له علاقات وثيقة مع كافة أطراف لعبة المواجهات العسكرية, على الساحة الأفغانية والباكستانية, وله علاقات وثيقة مع المخابرات الباكستانية أيضاً, وشبكات مخابرات دولية أخرى تعمل في أفغانستان وباكستان, وكان لشبكة حكمتيار مسنودةً من شبكة حقاني, الدور البارز في دعم ايران, بالمزيد من المعلومات الأستخباراتية التي أتاحت ومكّنت طهران, من ملاحقة وتصفية شبكة تنظيم جماعة جند الله السنيّة البلوشستانية, وزعيمها عبد الملك ريغي.المخابرات الدولية في الشرق الأوسط واستهداف إيران:-كل المؤشرات السياسية, والأمنية, والدبلوماسية, والأعلامية, بجانب المعلومات والمعطيات الجارية, تشي بأنّ هذا الأوان الشرق الأوسطي الساخن, يشهد صراعاً استخباراتياً عنيفاً وعميقاً, رأسياً وعرضياً يمارسه الجميع, وخاصة بين شبكات المخابرات والأستخبارات, التابعة والمرتبطة بمحور واشنطن – تل أبيب, والتي تستهدف بالدرجة الأولى الجمهورية الأسلامية الأيرانية وحلفائها في المنطقة, والساحات السياسية العربية القويّة والضعيفة, على حد سواء من ناحية, وبين أجهزة المخابرات والأستخبارات الأيرانية المختلفة, وشبكات حلفائها المخابراتية في المنطقة والعالم.وتؤكد المعلومات المرصودة, أنّ شبكات الأستخبار الخاصة, بمحور واشنطن – تل أبيب, والتي تستهدف الجميع, وعلى رأسهم ايران, تنهج نهجاً مختلفاً, في خلق واستخدام العملاء والجواسيس, من خلال ما يعرف بعلم الأستخبار, بالشبكات العنقودية, لمزيد من السريّة المطلقة, وللحفاظ على العناصر البشرية المستخدمة, التي تم تأهيلها كأدوات استخبارية ثمينة, بحيث لا يعرف أي عنصر في هذه الشبكات العنقودية, أي زميل ( جاسوس) آخر له في ذات الشبكة, وتكوينها البشري الأستخباري.وتذهب ذات المعلومات, أنّ جهاز المخابرات الأيراني, والذي يمتاز بالحس الأستخباري العالي التقني, استطاع تفكيك احدى الشبكات العنقودية الأستخبارية, العاملة في الداخل الأيراني, والتي تملك قاعدة بيانات ومعلومات DATA, من شأنها التأثير على الأمن القومي الأيراني, وهذه الشبكة العنقودية الأنف ذكرها, تابعة لمحور الخراب في المنطقة, المحور العبري – الأمريكي, حيث تم كشف من يقف وراء اغتيال العلماء الأيرانيين المسلمين في حينه. كما تتحدث المعلومات, أنّ ما فعلته المخابرات الأيرانية, كان بمثابة الصدمة التي لم تستوعبها, أجهزة المخابرات الأمريكية والأسرائيلية, حيث تم كشف احدى الشبكات الذهبية الأستخبارية العنقودية, العاملة في الداخل الأيراني, والتي يصعب اكتشافها, مما قوّض عمل شبكات الأستخبار الأخرى - الساكنة - التي لم تكشف بعد, لجهة الداخل الأيراني, ولجهة الخارج الأيراني, وتحديداً دول الجوار الأيراني الأقليمي.وتشير المعلومات, أنّ المخابرات الأيرانية, وعبر عمليات استخبارية داخلية دقيقة, وخارجية تعاونية, ذات تنسيق أمني صادق وعميق, مع أجهزة المخابرات التركية \ الفرع الخارجي- رغم التنافس بين طهران وانقرا- وجناح في جهاز مخابرات عربي اقليمي, استطاعت كشفها - أي تلك الشبكة - وما تحوزه من معلومات وأجهزة تجسس, ذات تقنيات عالية مربوطة, بالأقمار الصناعية التجسسية والتي تزخر بها سماء ايران, والشرق الأوسط